ما هو الشعر الابوذي الشعبي ........?
شجن عراقي جنوبي ابتدأ في الجنوب وانتشر في أنحاء العراق انه شعر الابوذية هذا اللون من الشعر هو لون من الجناس البلاغي بثلاثة مقاطع مختلفة المعنى ينتهي في ياء و هاء مشددة ابتدعه و أجاده الجنوبيون خاصة في الناصرية وعلى الخصوص مدينة الشطرة وسوق الشيوخ وكذلك في واسط وبالخصوص في مدينة الحي
ولا اعرف الأسباب المنطقية لظهور هذا اللون من الشعر وفي هذه المناطق بالذات إلا اللهم ان هذه المناطق لها قاسم مشترك هو الفقر والحرمان والبؤس ما دفع الشعراء فيها الاهتداء إلى لون من الشعر أكثر قدرة تعبيرية عما هم عليه مما ذكرنا آنفا ولا نستبعد أن تكون التسمية جاءت قريبة من هذه الحالة ولذلك سمي(( أبوذية أي أبو الأذية))
لما يرافقه من لون من الغناء يطلق عليه الونين والملاحظ ان الغناء في هذه المناطق كان قرين الابوذية وهذا الغناء بأطواره التي ظهرت كالطور الشطراوي و الحياوي والصبيا وغيرها من الأطوار مكمل لهذا اللون والذي اعتقده أن سبب انتشاره أي الابوذية لأنه لون من الشعر سهل الغناء بهذه الأطوار الشجية والتي تناغمت مع ما يحمله الابوذية من لوعة ومعاناة عاليين واكبر قدرة على الوصول إلى آذان المستمعين الذين مسهم الضر في هذه المناطق لذلك لاقى رواجا كبيرا كشعر وكغناء وانتشر إلى مناطق العراق الأخرى هذا اللون من الشعر والغناء ، ولذلك عندما تنظر نظرة تاريخية لنوع الغناء في هذه المناطق تجده قائما أساسا على شعر الابوذية فنظرة بسيطة إلى مجموعة الرواد في الغناء الريفي والذين ظهروا في هذه المناطق يتبين لك جليا أن اغلب هؤلاء الرواد بدا غناؤهم عبارة عن أبيات من الابوذية لا غير فمن مسعود العمارتلي إلى خضير حسن ناصرية صاحب الصوت الشجي مرورا بداخل حسن وحضيري أبو عزيز وغيرهم من مطربي الريف الأوائل
بقي أن نعرف شياً عن هذا اللون من الشعر و أول من قال أو كتب في هذا المجال ولا اعتقد أننا نصل بسهولة إلى ذلك نظرا لكثرة ما كتب في هذا الموضوع حيث ذكر أن حسين العبادي والذي هو من مدينة البطحاء وسكن في الشطرة ومنهم من يقول انه حسين الكربلائي من كربلاء وسكن مدينة الشطرة .. هنالك ملاحظة مهمة إن اغلب من قال في هذا اللون من الشعر أميون أي لا يجيدون القراءة والكتابة.
وبالرغم من أميتهم عندما تقرأ إشعارهم تجدهم على اطلاع ودراية في مجالات الأدب العربي وقصص وحكايات التاريخ وحكايات العشاق وتجد لديهم القدرة في توظيف الحدث أو المثل الشعبي في أبيات الابوذية أو مجاراة الشعر العربي بنوع من الابوذية يسمى(( المولد )) أي اخذ الفكرة من بيت الشعر الفصيح وتحويلها إلى بيت أبوذية كذلك نلاحظ أن شعراء الابوذية طرقوا جميع المجالات التي كتب فيها الشعر القريض في الغزل والمدح والرثاء والوجدانيات .
وصف المرحوم الشاعر كاظم الركابي بيت الابوذية بأنه ((عبارة عن قصيدة شعرية مضغوطة ))واعتقد أن هذا الوصف اقرب إلى الواقع فخذ أي بيت من الابوذية تجده يعالج حالة معينة ولكن بصورة مكثفه
فلنأخذ هذا المثال لشاعر يرثي صديقه
الكلب من يوم فكده ورثاله
مشى وطيب المحاجي ورثاله
بعد شيفيد نوحي ورثاله
فكدنه ولا عوض يحصل بديه
أما الأغراض الاخرى التي كتب فيها الابوذية فقد أبدع شعراء الابوذية في وصف حالة الفقر والعوز وتقلبات الدهر أو تخلي الإخوة أو الأصدقاء أو كبر السن وضعف البدن حيث كتب مئات الأبيات الابوذية
اعضاي منين ما ارتجي تلام
وعلي وكت المنام هموم تلام
المثل روحي غلط ياناس تلام
عبنهه امفارجه البيهم حميه
وكذلك
مغبرة ديار أهلنه ليل ونهار
على عزها التبدل غفل ونهار
جنه بنخيل وعنب ونهار
أقفرت لمن ولوها أهل ألرديه
لفراق الحبيب
اهنا يلي سلبت العقل ونام
سرور اجفاك للواشين ونام
اون عليك طول العمر ونام
لها فكدت ولد وتنوح هيه
وكذلك
أهمومي ضاع بيها الوصف والعاد
وصفيت انشد عليك الراح والعاد
إخلافك صار يوم ألطبك والعاد
سوه عندي او جفاك الفتك بيه
قمت بنقل هذا التقرير من مقال صحفي لصحيفة عراقية.......
يارب يعجبكم ويعطيكم نبذة عن هذا الفن التراثي العراقي الذي يستهوي فئة واسعة من العراقيين ومن عشاق الابوذية.