موضوع: عاشق وعاشقة تحت ضوء القمر الثلاثاء 10 يناير 2012, 9:47 am
البداية..
انتظار وترقب.. والدقائق تمر وكأنها دهراً..
عاشقها.. أتى قبل الموعد المحدد ببضع دقائق.. فجلس منتظرا على ذاك المقعد .. حاملا في يديه باقة من الورد.. وهدية مغلفه بشريطه حمراء.. فأخذ يعد الدقيقة تلو الأخرى.. ينتظر بشغف أن تطل عليه كالبدر.. بعد طول غياب وبعاد ..
عاشقته.. كانت ممدده تحت غطاء السرير .. تحتضن الوسادة خائفة.. تريد أن تغط في النوم.. وان تهرب من تفاصيل الموعد المنتظر.. في حين ذالك...
كان عاشقها .. لازال يتجرع لوعة الإنتظار .. فتكهنه فتيلا من مشاعر الشوق والحنين ..
عاشقته.. كان الألم يكسرها . غربة مشاعر تجتازها . لا تريد لقاءه .. فأدمعت عيناها وهي تنظر إلى صورته .. تحاول أن تسترجع ذاك الحب وان تجعل الشوق يصحو عله كان في غيبوبته.. وأصبح رأسها يترنح يمينا ويسارا حتى يعود بها إلى تلك الليله ..
في ذات مساء كان قد أخبرها عاشقها أنه سيغيب لسفرة ما.. حتى أن موعد عودته كان مجهولا .. فوعدته بالانتظار حتى إشعار عودته.. فأصبحت تشعل في كل ليلة من غيابه فتيل شمعة .. لتحترق تلك الشمعه مع أشواقها الملتهبة .. تكبدت كل أصناف العناء في غيابه.. سهرت الليل بطوله تحتضن صورته .. وتمضي أيام وأيام وهي تحت قيد الانتظار.. حتى مل الصبر نفسه وأعلن الوفاء غيابه.. حتى بدأت تشعر أن الوحدة باتت تستولي على أجوائها .. وأنها تخسر من عمرها الكثير والكثير تحت مسمى الإنتظار..
وفي ليلة سرمدية .. قررت أن تمارس الجنون بحرفته .. قررت أن تخلق موعدا غراميا مع القمر .. خرجت تاركة خلفها كومة وعود وعهود متكدسة تحت رتبة الإنتظار ..
كانت تجوب في شوارع المدينة.. حين اعترض طريقها غريبا .. كان قد فتنته تلك العاشقة بجنونها المتمرد.. كان يطيل النظر إليها وعيناه تغتصب تفاصيل جمالها .. هي : حاولت الهروب من جموح ذلك الغريب.. هو :كان يتمتم لها كم أنت جميلة يا فاتنة .. هي :أصابها الغرور في لحظة عطش وكأنها تريد أن يرويها ويشبعها غزلا.. هو :أخبريني من أين أنت يا فاتنتي .. هي :كانت تتمرد في حضرته .. أنا لست من مدينة أنا اقطن خلف هذا القمر .. هو :يبتسم لها .. أنت لا تقطنين خلف هذا القمر إنما أنت تتربعين مكانه .. هي : هل من جديد ؟ هو :لما تتجولين لوحدك في هذا الوقت المتأخر ؟ هي :لدي موعد غرامي !! هو : وبدأت عليه علامات الإحباط .. هل أنت مغرمه ..!! هي :ارتبكت فتكبرت والصاعقة كانت . .. أنا مع موعد غرامي بذاك القمر فأنا لست مغرمة بسواه. هو :أخذ يبتسم وكان يريد احتضان الأرض من شدة سروره . هي :أصابها الخوف ..... اسمح لي سأعود لمنزلي . هو : إلى أين يا فاتنة . وماذا حصل لموعد غرامك. ؟؟؟ هي : وبكل تمرد...... لقد انتهي هذا الموعد منذ قليل ..! هو :إذا أنا قمرك يا نديه ..! هي : ابتسمت وأدارت ظهرها له معلنة ذهابها.! هو : جن جنونه ..... أرجوك ابقي معي قليلا ودعينا نمارس الرقص تحت القمر ..! هي :تلتفت إليه وعينها يملؤها الدمع فكانت تتمتم بصمت ...... لم يراقصني أحدا سواه ..! هو : لما تلك الدموع ياعزيزتي ؟؟ تلك العيون لم تخلق لتبكي ..! هي : ليس بالأمر المهم .. هو : اخذ ممسكا بيدها . تعالي سأعلن جنوني في حضرتك وسأرقص معك حتى الثمالة .. هي :واكبت جنونه لإشباع أنوثتها المنهكة ....
[[واخذوا يرقصون تحت القمر بمعزوفة عشق صاخبة ..]] حين غافلتهم الأعين وخيمت عليهم أجواء وجدانيه .. فأصبحت المشاعر تتهاوى وتتمرد فتمردوا دون حدود ..
ذاك الغريب قد تمكن من سلب مشاعرها .. فبعد ما هتك عرضها رحل عنها ومضى .. لتستيقظ من جنونها وتمردها .. وتدرك أنها في وقع الخيانة .. وإنها قد خانت من تحب وخانت ذاك الوعد .
وبعد يوم من تلك الليلة التي خسرت وفائها وطهرها تأتي لها رسالة من ساعي البريد ..
كان المحتوى ...
من :عاشقك إلى : عاشقتي
أهلا بعاشقتي.. كيف أنت يا جميلتي ؟ آهـ لو تعلمين كم أنا مشتاقا إليك .. كم أود أن ألقاك واحتضنك واسقي عطشي وجموحي بحبك وحنانك .. كم أود أن اقبل وجنتيك واحتضن رائحة أنفاسك وأن أمسك بيديك وأجعلها تلامس قلبي .. أتعلمين ياعزيزتي إنني أدركت أن ليس هناك أنثى تضاهي جمالك وروعتك .. فأحكمت عيني عن النظر !! وحافظت على قلبي من العبث !! وجعلتك طيفا لا يفارقني في كل ليله !. رسمتكِ بدرا في مسائي وجعلتكِ شمسا في صباحي .. كنتِ تزاوليني في وحدتي ويكسر طيفك غربتي .. صدقيني الغياب جعلني أحبك أكثر وأعشقك أكثر وأخلص لك أكثر. عزيزتي : اشتياقي لك جعلني اقتطع سفرتي لأعود إليك .. سأترك كل شي من ورائي وأعود فأنا اعلم انك لازلت على وعدك تنتظرين . اعلم أن البعد قد سبب لك الألم .. عزيزتي اعتذر وبشده على الغياب .. لهذا سأعود للوطن غدا .. وسألقاك في المكان الفلاني في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لك نمارس الرقص كعادتنا تحت القمر. لا تطيلي بي الانتظار سأعد الدقائق للقياك ..
أحبك عاشقك..
فكان للدمع نصيبا لعينها .. جلست صامتة باكية خائفة .. فبللت دموعها رسالته . تحاول أن تخلق في هذه اللحظه قرارا أو فعلا أو أي شيء يكسر جمودها وعجزها . وقلبها يعلن الإنسحاب . وأصبحت تتمتم : أنا التي أعتذر إليك وبشدة ... فلم أكن لك وافيه ولم أحصن قلبي من العبث واني كنت لك من الخائنين .. أنا لا أستحقك . أنا لا أستحقك . فقد أطلت علي الغياب .... والوفاء لم يلازمني في غيابك. .... أعتذر يا عشيقي ستعود دون لقائي . فغافلها قلبها وبدا يستعد نبضاته .. وأشعل فتيل شوق وحب وندم وألم. وخذلان ..!!
منذ تلك الليلة التي علمت بعودته قررت أن لا تعود إليه .. فما كان بينها وبين ذاك الغريب شيئا اكبر من مجرد مشاعر .. " خـــــائنه بمعنى أصح ..!!" قررت الرحيل عنه دون سابق إنذار ..
ولازال العاشق ينتظر حتى راوده الخوف أن مكروها ما قد أصاب عشيقته . وأصبح يتسائل : أين هي ؟؟ أين هي ؟؟.. فلم يكن لها عنوان ليصل إليها .. فأصبح هذا العاشق شاردا في شوارع المدينة .. يصرخ بإسم عاشقته.. أنهكه البحث وأرهقه الانتظار وذبلت وروده .. وهي لا زالت ممده تحت غطاء سريرها تحاول الهروب بالنوم حتى تصبح في يوم جديد وحياة جديدة دون أن تفكر ما قد يحصل لذاك الذي كان ليؤرخها لشدة حبه لها.. [[في مقولة أخرى : أن العاشق كان يحضر الموعد في كل ليله ويحمل معه باقة الورد وهديته المغلفة بشريطه حمراء ..عل وعسى أن تلاقيه عاشقته في نفس الموعد..]] .
ابن مجول
~ رئيس الوزراء
معلومات اضافية
الجنس :
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 124
موضوع: رد: عاشق وعاشقة تحت ضوء القمر الأربعاء 18 يناير 2012, 8:02 am